منتدى شمس العلوم
ياضيفنا لو جئتنا لوجدتنا *** نحن الضيوف وانت رب المنزل
منتدى شمس العلوم
ياضيفنا لو جئتنا لوجدتنا *** نحن الضيوف وانت رب المنزل
منتدى شمس العلوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شمس العلوم


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا *** نحن الضيوف وأنت رب المنزل
لا تتردد في التسجيل ستستفيد كل من في المنتدى طلاب للعلم بمعنى الكلمة
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون
أنا الشمس في جو العلوم منيرة *** ولكن عيبي ان مطلعي الغرب
الرجاء الرجاء من الاخوة الاعضاء ثوثيق المعلومة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 82 بتاريخ السبت أكتوبر 26, 2024 12:12 pm
المواضيع الأخيرة
» لوعة
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 16, 2011 7:45 am من طرف أبو مصعب الوارث

» حرفة العارف
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 14, 2011 3:58 am من طرف حسن بنعباس

» تمام حسان في ذمة الله
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 11, 2011 5:03 pm من طرف حسن بنعباس

» قصيدة لان زريق البغدادي
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 11, 2011 4:53 pm من طرف حسن بنعباس

» أبيات عن معصية الزنا
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 07, 2011 5:25 am من طرف حسن بنعباس

» مناظرة بين الشعر والنثر
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 04, 2011 3:29 am من طرف حسن بنعباس

» مراجع حول لسانيات النص وتحليل الخطاب
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 04, 2011 2:52 am من طرف حسن بنعباس

» الكذب آفة تهدم المجتمعات
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالجمعة يوليو 15, 2011 8:58 am من طرف حسن بنعباس

» علم النحو , تعريفه ونشأته
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالخميس يونيو 30, 2011 1:54 pm من طرف حسن بنعباس

» قصيدة
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالخميس يونيو 30, 2011 1:33 pm من طرف حسن بنعباس

» الفيزازي
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالجمعة مايو 20, 2011 11:34 am من طرف أبو مصعب الوارث

» ترجمة الشيخ الفيزازي
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالجمعة مايو 20, 2011 11:27 am من طرف أبو مصعب الوارث

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
حسن بنعباس
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_rcapالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_voting_barالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_lcap 
الرسامة الصغيرة
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_rcapالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_voting_barالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_lcap 
سفيان الحتاش
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_rcapالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_voting_barالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_lcap 
أبو مصعب الوارث
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_rcapالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_voting_barالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_lcap 
أم بسملة
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_rcapالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_voting_barالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_lcap 
Abdellah Dakdaki
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_rcapالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_voting_barالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_lcap 
يونس السباح
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_rcapالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_voting_barالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_lcap 
محمد الحسيني
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_rcapالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_voting_barالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_lcap 
المعرفة
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_rcapالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_voting_barالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_lcap 
sara
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_rcapالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_voting_barالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 83 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو ISHAILY08 فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 267 مساهمة في هذا المنتدى في 87 موضوع
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط حسن بنعباس على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى شمس العلوم على موقع حفض الصفحات

 

 التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الرسامة الصغيرة

الرسامة الصغيرة


انثى
عدد المساهمات : 128
نقاط : 184
تاريخ التسجيل : 23/09/2010
العمل : طالبة
المزاج المزاج : متفائلة

التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Empty
مُساهمةموضوع: التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين    التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 03, 2010 3:01 pm

مقدمة :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين .
أما بعد :
هناك بعض المباحث المبثوثة في كتب النحو والبلاغة ، طرقها النحاةوالبلاغيون لكن لم يُسدل عنها الستار وبقيت منغلقة في طيات أوراقها ،وجاءت الدراسات الحديثة لتثبت أصالة هذه المباحث في غير مَضانها ، ومن هذهالمباحث : "التكرار" الذي يعتبر من منظور اللسانيات النصية أحد وسائل تحققالترابط اللفظي والتماسك النصي .
فالتكرار يسهم في تشكل مجموعة من الجمل لتحدث نصا ،فهو عبارة عن وحدةواحدة تشد من أواصر النص وهذا ما نادت به لسانيات النص .غير أن هذهالملحوظات قد درست من قبل علماء البلاغة ، ولقيت حظها الوافر من الدراسةخاصة عند ابن الأثير في كتابه " جوهر الكنز " و" المثل السائر " وهناكعلماء جهابذة طرقوا لهذه الدراسة من حيث البناءُ ، وهو ما اهتمت بهلسانيات النص سواء في البنية الداخلية للنص أم الخارجية .
ومن هذا المنطلق كانت هذه الجزئية من مادة النحو والبلاغة ،وتسليطها علىلسانيات النص . وقد قمت باستقراء هذا البحث ، حيث توزع على مقدمة وثلاثةمباحث ، كان أولها تعريفا بالتكرار وأنواعه بعد تحديد مفهومه اللغويوالاصطلاحي ، أما المبحث الثاني فتناولت فيه التكرار عند النحاةوالبلاغيين ، ومدى مطابقته مع لسانيات النص وما اشتمل عليه من علاقة معالتأكيد ، واشتمل المبحث الثالث على التكرار عند المحدثين من منظور علماءلسانيات النص ، وقد عززته ببعض الأمثلة من القرآن الكريم ، وختم البحثبنتائج .وما هذا البحث إلا ثمرة يسيرة لإلقاء الضوء على الموروث القديم ،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

المبحث الأول
- مفهوم التكرار وأنواعه
- التكرار في اللغة والاصطلاح
في المفهوم اللغوي : أُخذت كلمة التكرار من أصل المادة ( كرر) ،و الكر :الرجوع ، يقال : كره وكر بنفسه ، يتعدى ولا يتعدى ،و الكر: مصدر كر عليهيكر كرا وكرورا ، وكر عنه : رجع . وكر الشيء وكركره : أعاده مرة بعد أخرى .
وقال أبو سعيد الضرير : قلت لأبي عمرو : مابين تَفعال وتِفعال فقال : تَفعال اسم ، وتِفعال مصدر(1).
أما المفهوم الاصطلاحي : يعرف الجرجاني التكرار في كتابه " التعريفات " (( عبارة عن الإثبات بشيء مرة بعد الأخرى )) (2)
غير أننا نجد الإمام السيوطي قد ربط التكرار بمحاسن الفصاحة ؛ كونه مرتبطبالأسلوب وهذا ما ورد في كتابه الإتقان وذلك بقوله : (( هو أبلغ منالتأكيد وهو من محاسن الفصاحة )) (3)
فالظاهر من خلال قول الإمام السيوطي أن التكرار فيه نقطة التقاء معالتأكيد ، ومن هذا المنطلق حدد مفهومَه العلماءُ على أبسط مستوى فقالوافيه التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Frown(هو يأتي المتكلم بلفظ ثم يعيده ، سواء أكان اللفظ متفق المعنى الأولوالثاني فإن كان متحد الألفاظ والمعاني ، فالفائدة في إثباته تأكيد ذلكالأمر وتقريره في النفس ، إذا كان المعنى متحدا ،وغن كان اللفظان متفقينوالمعنى مختلفا ، فالفائدة في الإتيان به للدلالة على المعنيين المختلفين)) (4)
غير أن العلوي يولج التكرار في سم التأكيد قائلا: (( اعلم أنالتأكيد تمكين الشيء في النفس وتقوية أمره )) ولعل هذا التعريف الذي أدلىبه العلوي يظهر جليا في تقسيمه للتأكيد ، مبينا موضع التكرار منه ،إذ يقولالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Frown( ...وله مجريان عام وهذا ما يتعلق بالمعاني الإعرابية ... وخاص يتعلق بعلوم البيان ويقال له التكرير )) (5)
ومما تجدر الإشارة إليه هو أن العلوي طرقا أمرا هاما يجلب النظر ، ويستدعي إمعان التدبر ، وهو قوله التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Frown( وهو ما يتعلق بالمعاني الإعرابية )) فقوله يحيل إلى أن التكرار له قسط معين لدى النحاة ، وهو سيأتي ذكره في حينه.
وخلاصة القول أن التكرار بالمفهوم الاصطلاحي قد ولج في دائرة التأكيد ،وذلك من حيث المعنى البلاغي كونه فائدة للكلام فقد قيل : ((الكلام إذاتكرر تقرر)).
أنـــواع التكرار
أ- التكرار في اللفظ والمعنى :
وهذا النوع من التكرار ما تكرر فيه اللفظ بعينه دون اختلاف ؛ أي : أنالكلمة أو العبارة تأتي بالصيغة نفسها ولذلك ينبغي إمعان النظر فيه .لغموضه ودقة مجاريه .
وقد وقع التكرار في القرآن الكريم بمعان جزلة ، ومقاصد سنية ، ويرد هذاالنوع من التكرار مفصولا في كتاب الله تعالى كقوله تعالى: (( ولا أنتمعابدون ما أعبد )) وهذا التكرار ورد بصيغة الجملةالاسمية المركبة من مسند إليه [ أنتم ] ومسند [ عابدون ] وهي على هذاالنمط :
[ حرف نفي(لا) + مسند إليه ( أنتم ) + مسند ( عابدون) ] .
وهناك ملمح آخر نلمسه في سورة القارعة في قوله تعالى التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Frown( القارعة ما القارعة )) القارعة الآية [ 1-2] .حيث تكونت هي الأخرى من مسند إليه + مسند وهي على هذا النمط :
[ م إ1(القارعة) + م إ2( سم استفهام "ما") + م 1( القارعة) + ج إم(ماالقارعة)] .فهي جملة إسنا دية تكرارية، تكرر فيها " المبتدأ " القارعة واسم الاستفهام " ما" مرتين على جهة التعظيم والتهويل ، وهذا النوع ورد فيغير موضع من كتاب الله تعالى كقوله تعالى في سورة الواقعة(( وأصحاب اليمينما أصحاب اليمين )) الآية [ 27].
لكن الظاهر مما تُتُبِع أن التكرار قد يخرج عن غرض التأكيد في النصالقرآني لأغراض خاصة بالسياق ، وهذا النوع قد يرد مفصولا عن الآية نفسهاكقوله تعالى التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Frown(وإن ربك لهو العزيز الرحيم )) سورة الشعراء الآية [ 09].
والأمر نفسه نَلْمَسُه في سورة الرحمان في قوله تعالى: ﴿ فَبِأَيِّ آلَاءرَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ والتكرار في هذه السورة له طابع خاص سواءبإيقاعه المتكرر أو بنائه أو في مغزاه وفحواه ، وحتى في هندسة آياتها وذلكأن ما يُلْفِت انتباه قارئها هو الاستفهام الذي اسْتَهلت به. فقد مهد هذاالاستفهام للجملة الفعلية حين تكرارها ، فتكرارها ليس مجرد حِلْية لفظيةولا قيمة إيقاعية عابرة ، بل معانيها منسوجة في مواضعها ؛ فالوظيفةالمَرْجُوة منه هي التأكيد على نعم المولى عز وجل ، وفي هذا يقول:" شيخالإسلام ابن تيمية " التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Frown(التكرير في سورة الرحمان للتوكيد ، وهذا مذهب العرب أن التكرير للتوكيدوالإفهام كما أن مذاهبهم الاختصار والإيجاز ، لأن افتنان المتعلم والخطيبفي الفنون أحسن من اقتصاده في المقام على فن واحد )) (6).
فالتكرار فيالقرآن من بدائع القرآن، إذ يفيد المبالغة والإبانة ، حيث يقول مصطفى صادقالرافعي " : (( وتكرار الكلام لكل ما يفيده التكرار توكيدا ومبالغة وإبانةوتحقيقا ونحوها ثم استعمال الترادف في اللفظ والمعنى ومقابلة الأضدادوغيرها كما هو في نفسه تكرار آخر للمحسنات اللفظية وتحسين للتكرار المعنوي)) (7).
وهذا التكرار الوارد في الجملة الاسمية والفعلية يسمى " التكرار التام "وذلك كونُ الجملة تبقى محافظةً على تركيبها دونما أيَ تغيير ، نحوُ قولهتعالى في سورة الرحمان (( فبأي آلاء ربكما تكذبان )) فقد بقيت الجملةبتركيبها[ الاستفهام + المضاف + المضاف إليه + الفعل ( تكذب) + الفاعل (الضمير] " .
ثانيا: التكرار في المعنى دون اللفظ.
وهذا النوع من التكرير لن أتعمق فيه كثيرا ، لأنه يرد بكثرة في القَصص القرآني " كقصة آدم عليه السلام،وموسى ، ونوح
وغيرهم من الأنبياء ، قال بعضهم : ذكر الله سيدنا موسى عليه السلام فيمائة وعشرين موضعا من كتابه في سورة آل عمران ، الآية [ 28- 30 ].
وهذا التكرار إنما هو لفائدة خلت عنه في الوضع الآخر :
أحدها: أنه إذا كرر القصة زاد فيها شيئا، ألاَ تَرَى أنه ذكر الحَية فيعصا موسى عليه السلام وذكرها في موضع آخرَ ثعبانًا ففائدته أنْ ليس كلُحيةٍ ثعبانا ،وهذه عادةُ البلغاء أن يكرر أحدُهم في آخر خطبته أو قصيدتهكلمةً لصفة زائدة(Cool
ثانيها: أن الرجل كان يسمع القصة من القرآن ثم يعود إلى أهله ، ثم يهاجربعده آخرون يَحْكُونَ عنه ما نزل بعد صدور الأولين .وكان أثر من آمن بهمهاجر يا .فلولا تكرر القصة لوقعت قصة سيدنا موسى على قوم ، وقصة عيسىعليه السلام إلى آخرين
وفي هذا النوع من التكرار يذكر ابن قتيبة إحدى فوائدها فيقول : (( إن اللهتبارك وتعالى أنزل القرآن منجما في ثلاث وعشرين سنة ... وكانت وفود العربترد على رسول اله –صلى الله عليه وسلم- للإسلام ، فيقرئهم المسلمون شيئامن القرآن ، فيكون ذلك كافيا لهم ،وكان يبعث من القبائل المتفرقة بالسورالمختلفة ،فلو لم تكن الأنباء والقصص مثناة ومكررة لوقعت قصة موسى إلى قوموقصة عيسى إلى قوم وقصة نوح إلى قوم وقصة لوط إلى قوم ، فأراد الله بلطفهورحمته أن يشهر هذه القصص في أطراف الأرض ويلقيها في كل سمع ويثبتها في كلقلب ،ويزيد الحاضرين في الإفهام والتحذير(9).
أما الأستاذ محمد قطب فيُرجِع هذا التكرار الوارد في القرآن إلى التنويعإذ يقول : (( الظاهرة الحقيقية ليست هي التكرار،وإنما هي التنويع ... لايوجد نصان متماثلان في القرآن كله إنما يوجد تشابه فقط دون تماثل ،كالتشابه الذي قد يوجد بين الإخوة والأقارب ، لكنه ليس تكرارا بحال منالأحوال ،إنه مثل ثمار الجنة :" كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذاالذي رزقنا ,أتوا به متشابها"... وإن التنويع ذاته لجمال فوق أنه يذهب عننفس الملال)) (10) .
كما تجدر الإشارة على أن التكرار واردٌ في كلام العرب ، خاصة إذا ما قُرِنبالشعر وأشكاله المختلفة والمتنوعة ، فهي تبدأ بالحرف وتمتد بعد ذلك إلىالكلمة وإلى العبارة وإلى البيت ، وكل جانب من هذه الجوانب له تأثير خاصللتكرار خاصة إذا تعلق الأمر بالجانب الإيقاعي وما فيه من سر في تفعيلاتهالمتكررة ،وأضرب لذلك مثالا من " بحر الرجز" : مستفعلن مستفعلن مستفغلن .ولقد أشار الناقد " ريتشارد" إلى الميزة التي يؤديها الإيقاع بقوله: ((فالإيقاع يعتمد كما يعتمد على الوزن الذي هو صورته الخاصة على التكراروالتوقع ، فأثار الإيقاع والوزن تنبع من توقعنا سواء كان ما نتوقع حدوثهيحدث أو لا يحدث )) (11)
والظاهر من خلال قول "ريتشارد" أن التكرار له أهمية بالغة ، خاصة إذا ماقرن بالإيقاع والوزن ، لأنه عبارة عن لمََْسَة سحرية تبعث الحياة في الشعر.
فالتكرار في النَص الشعري يحمل في ثناياه دلالاتٍ نفسيةً وانفعاليةً مختلفةً تفرضُها طبيعةُ السياق.
ناهيك أنه إحدى أدوات الجمالية التي تساعد الشاعر على تشكيل تصويره وموقفه .وفي هذا الصدد اضرب مثالا " للمتنبي " حيث يقول :
العَارِضِ الهَتِن بنِ العارض الهَتِن ب ن العارض الهتن بن العارض الهتن
فقد علق العلوي عنه حيث يقول : ((فهذا من باب التكرير ، ثم من الناس منصوبه في تكريره هذا. ومنهم من قال :إنه قد أساء فيما أورده من ذلك.والأقرب أنه مجيد في مطلق التكرير ...فإن ما أورده من هذا التكرير دالعلى إغراق الممدوح في الكرم )) (12)
ومما نخلص إليه نقول : من المحال أن تجد في القرآن آية مكررةً دُونَمَاأيَ قصد ، فالتكرار كما أسلفت آنفا أنه فن أسلوبي ، خاصة إذا قرن بأسلوبالقرآن ؛ أسلوبِه العجيب ونظمِه البديع ، فإذا ما تدبر فيه القارئُ وأرادمريدٌ أن يترددَ على قوة بيانه وسحر نظمه لَيُدركُ الإِدراكَ كله أنهصِيغَ صياغةً عجيبةً فتألَقت كلماتُه وتعانَقَت جمَلُه ، فخرت لعظمتهجباهُ أساطينِ البيان .فأعجزهم فما اسْطَاعُوا أن يأتوا بأقصر من مثله.وهذا مرده أن القرآن انفرد بنظمه، وفي هذا يقول الرافعي -وهو في معرضحديثه عن روح التركيب في أسلوب القرآن: (( وهذه الروح لم تعرف قَطٌ فيكلامٍ عربيٍ غيرَ القرآن وبها انفرد نظمه وخرج مما يطيقُه الناسُ ؛ولولاهَا لم يكن بحيث هو كأنما وضع جملة واحدة ليس بين أجزائها تفاوت أوتباين ، إذ تراه ينظر في التركيب إلى نظم الكلمة وتأليفها، ثم إلى تأليفهذا النظم فمن هنا تعلق بعضه ببعض ، وخرج في معنى تلك الروح صفة واحدة ؛هي صفة إعجازه في جملة التركيب)) (13
).


عدل سابقا من قبل سكينة بنحليمة في الأربعاء نوفمبر 03, 2010 3:22 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الرسامة الصغيرة

الرسامة الصغيرة


انثى
عدد المساهمات : 128
نقاط : 184
تاريخ التسجيل : 23/09/2010
العمل : طالبة
المزاج المزاج : متفائلة

التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين    التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 03, 2010 3:07 pm

المبحث الثاني

التـــكرار عنـــد القـــدامــى
في هذا الجزء سنحاول أن نعرض التكرار عند القدامى ، وذلك من لدن النحاةوالبلاغيين ، ونبين من أي الوجهات أتخذ هذا الباب للدراسة والاهتمام عندهم.
أولا: عند النحاة :
إن المتمعن في كتب النحو قديمِها وحديثِها، يَلمحُ أن التكرار يرد في بابمن أبوابه وهو "التوكيد"، وذلك كون التوكيد يمكن الشيء في النفس ويقويأمره، حيث يقول أبو البقاء العكبري: ((التوكيد تمكين المعنى في النفسويقال: توكيدُُ وتأكِيدْ ووكَّد وأكَّدَ بالواو)) (14) ، فإن الذي يلطفالنظر ويمعن التدبر ليَلْحَظُ أن أنواع التوكيد هي نفسُها الواردة فيالتكرار، فالتكرار عند النحاة يأخذ منحى الاهتمام بالمعاني الإِعْرَابية،ولعل أولَ من تفطن إلى هذا الأمر هو الإمام عبد القاهر الجرجاني فالتكرارمثلا عند الجرجاني من معاني النظم التي تبث في النظم، فيساهم في الاتساقوالانسجام، وهناك بيتٌ علق عليه الجرجاني وهو للبحتري، في قوله:
فَكَالسَيف إنْ جئته صَارِخًا *-*-* وكالبحر إن جِئْتَه مُسْتَثِيبَا
يعلق الجرجاني على هذا البيت قائلا: "إن الشاعر ربط بالعطف (الفاء) وكررالكاف مع حذفه المبتدأ لأن المعنى هو كالسيف، ثم كرر الكاف في قوله"وكالبحر"، وهذا سبب واضح لمحاسن النظم فيه، يضاف إلى ذلك تكراره للشرطالمتضمن جوابه "إن جئته صارخا"، "إن جئته صارخا" وردا في الشطرين منالبيت، ربما أن التكرار أنواع منه الجزئي مثلما مر ومنه الكلي، وهو الذيتتكرر فيه جملتان أو أكثر باللفظ والمعنى ومنه ما يكون تكرار في المعنىإلا في اللفظ، فتكراره إن جئته صارخا وإن جئته صارخا مستبيتا في اللفظ واناتفقتا في المعنى، لأن كلتيهما معناهما "إن جئته طالبا المساعدة"(15).
فالظاهر من قول الجرجاني أن التكرار يعد أحد معاني النحو، وما المعنى إلاما يُفْهَمُ من الكلمات فيَحْتِمُ علينا أن نقول: إن هذا مبتدأ وهذا خبروهذا توكيد، وتجدر بنا الإشارة إلى أمر مهم وهو أن عبد القاهر الجرجاني قدربط النحو بالبلاغة، فيسمى منهجه المتبع بـ "النظم" وقد أشار إليه فيمقدمته قائلا: ((معلوم أن ليس النظم سوى تعليق الكلم بعضها ببعض، وجعلبعضها بسبب من بعض)) وبعد أن فرغ من بيان أقسام الكلم وما يتعلق بكل قسم،راح يبين أهميتها فيقول: ((فهذه هي الطرق والوجوه في تعلق الكلم بعضهاببعض، وهي كما تراها معاني النحو وأحكامه)) (16)
ومن هذا المنطلق سأحاول أن أبين التكرار من خلال رأي النحاة. وهم بمعرضالحديث عن التأكيد ، وكما سبق الذكر أن النحو لم يكن بمعزل المعنى ،فالحركات الإعرابية هي في حد نفسها تعطي المعنى المرجو من ذلك، ولكن لا بدمن معرفة معنى التأكيد حتى نستطيع فهم الدلالة الخفية منه.
التَوْكِيدُ والتَأْكِيدُ لغتان: حيث يقال: وَكدَّ توكيداًََ، وأَكَّد تأكيداً، وهو بالواو أكثر، فهما مصدران وُضعا على الأسماءِ(17)
والتوكيد بمعناه الاصطلاحي: تابع يقرر أمر المتبوع في النسبة أو الشمول، وقيل: عبارة عن إعادة المعنى الحاصل قبله(18)
أما الكوفيون فيطلقون اسم "النعت" على ''التأكيد''، ولا يريدون حقيقةالنعت لكن التأكيد يعد تكريرا للأول، إمَّا باللفظ نفسه، وإمَّا بما يزيلالشك في إرادته ذاته، دون غيره أو سببه، وإمَّا بما يؤكد الإحاطة به كله،وشمول مدلول لفظه.
والتأكيد قد يكون بتكرير اللفظ وقد يكون بتكرير المعنى، ولقد أشار أبوالبقاء العكبري إلى هذا التقسيم بقوله: ((فإن قيل فعلى كم ضربا التوكيدقيل: على ضربين: توكيد بتكرير اللفظ وتوكيد بتكرير المعنى، فأما التوكيدبتكرير اللفظ فنحو قولك: جاءني زيد زيدُُ وجاءني رجل رجل ... وأما التوكيدبتكرير المعنى فيكون بتسعة ألفاظ وهي نفسه وعينه وكله وأَجْمَعُوأَجْمَعُونَ وَجْمعآءُ وجُمَعُ وكلا وكلتا)) (19)وقد أشار ابن مالك فيألقيته إلى هذا التقسيم بقوله:
وكلا أذكر في الشمول، وكلا *-*-* كلتا جميعا، بالضمير موصلا
وبعد كلِِِّ أكدوا بأجمـــعا *-*-* جَمْعَاءَ، أجمعين، تم جُمَعََا(20)
ولقد عُنِي النحاةُ بالتوكيد اللفظي: وهو تكرار اللفظ الأول بعينه اعتناء به، نحو: ''أدرجي أدرجي'' وذلك كونه سنة من سنن العرب.
وهذا النوع من التأكيد أشار إليه "العلوي" بعد تقسيمه التأكيد إلى مجريين:عام وهو يتعلق بالمعاني الإعرابية وينقسم إلى لفظي ومعنوي، والتكرير قديكون اسما كما يكون حرفا وفعلا وحتى جملة.
أما التوكيد الاسم: إذا أردنا توكيد الاسم فإنه يكرر بلا شرط كقول "مسكين الدرامي"
أخاك أَخاك إن من لا أخََا له *-*-* كساعٍ إلى الهيجَا بغير سلاحٍ
"فأخاك" الأولى منصوبة على الإغراء والثانية توكيد.
ومنه قول جرير
فهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ العَقِيقُ ومن به *-*-* وهيهات حلُُّ بالعقيق نُواصِلُهُ.
حيث أكد الشاعر اسم الفعل "هيهات" توكيدا لفظيا بتكريره، ولذلك فإنَّهيهات الثانية لا تحتاج إلى فاعل، لأنها لم يُؤْتَ بها إلا لتأكيد الأول.
كما يمكن تأكيد الجملة، ولكن الجملةُ إذا أكدت فالأكثرُ أن تُقْرَنَ بحرفالعطف "ثمَّ" من ذلك قوله تعالى: ﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ {3} ثُمَّكَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ سورة التكاثر، الآية [3-4] ، حيث تكررتالجملة للتوكيد، وفصل بين الجملتين بحرف العطف (ثمَّ) (21).
وقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {17} ثُمَّ مَاأَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾ سورة الانفطار، الآية [17-18].، فقدتكررت الجملة وهي جملة اسمية مكونة من:[ استفهام (ما) + فعل (أدراك) +فاعل (ضمير مستتر) + مفعول به (الكاف) + ما (خبر مقدم) + مبتدأ مؤخر(يومُ).]
كما يؤكد الحرف الجوابي بتكريره بلا شرط، والحرف الجوابي نحو: لا، نعم، إي جيرِ، بلى، ومنه قول جميل بثينة:
لا لا أبوحُ بِحُبِ بُثَيْنَةَ إنها *-*-* أَخَذَتْ عَلى مَوَاثِقًا وَعُهُودًا
حيث أراد الشاعر توكيد حرف النفي الجوابي (لا) فكرره، كما يؤكد الحرف غيرالجوابي توكيدا لفظيا ومن ثمة يجب أنْ يعاد معه ما يدخل عليه، كقولهتعالى: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَفِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَعَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾ سورة هود، الآية [108].، حيث تكرر حرف الجر(في) على سبيل التوكيد، فأعيد ضمير ما دخل عليه، فالمؤكد (في الجنة)،والتوكيد (فيها).
كما أنه يؤكد الفعل بلا شرط نحو قول الشاعر:
فأيْنَ إلى أينَ النَجَاةُ بَِبَغْلَتي *-*-* أتاكَ أتاكَ اللاحقون أحْبِسِ أحْبِسِ(22)
فقد ورد في هذا البيت تكرارُ الجملةِ الفعليةِ توكيدًا للفعل، وقد علق"ابن هشام" على هذا البيت وهو في معرض الحديث عن ضربي التأكيد حيث قال :"تقدير البيت فأين تذهب إلى أين النجاة ببغلتي، فحذف الفعل "العامل" في"أين" الأول، وكرر الفعل والمفعول في قوله أتاك أتاك "واللاحقون" فاعلبأتاك الأول لا فاعل للثاني لأنه إنما ذكر للتأكيد، لا ليستند إلى شيء"،وقيل: ((إنه فاعل بهما وذلك لنهما لما اتحدا لفظا ومعنى نزلا منزلة الكلمةالواحدة)) (23)
ثم يواصل "ابن هشام" التعليق على هذا البيت مُبْرِزًا رأيا آخرَ بقولهSad(وقيل إنهما منازعا قوله "اللاحقون" ولو كان كذلك لزم أن يضمر في أحدهمافكان يقول: أتوك أتاك اللاحقون على إعمال الثاني وأتاك أتوك على إعمالالأول)) (24)
وإذا ما انتقلنا إلى النحوي ابنِِ جني (392 هـ)، نجده يفرد التوكيد في باب من أبواب كتابه الخصائص "الاحتياط" حيث يقول التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Frown(اعلمأن العرب إذا أرادت المعنى مكنته واحْتَاطَتْ له فمن ذلك التوكيد)) ، فابنجني يعتبر التوكيد من السُنَن التي سنها العرب في كلامها، كي تمكن المعنىوتفيد به ثم يُكْمِل ابن جني قوله لكي يبين أضرب التوكيد بقوله: "وهو علىضربين: أحدهما: تكرير الأول بلفظه، وهو نحو قوله: قام زيد (قام زيد)و(ضربت زيدا ضربت)، وقد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، والله أكبر الله أكبر
وقال:
وإِيَاكَ إِيَاكَ المِرَاءَ فإنَّه *-*-* إلى الشَّرِ دعاء وللشر جَالبُُ(25)
حيث (احذر) ضمير مبني في محل نصب على التحذير، مفعول به لفعل محذوف تقديرهأحذر أمَّا (إِيَاكَ) الضمير الثاني فهو في محل نصب على التوكيد اللفظيالأول.
وأما الثاني: فتكرير الأول بمعناه: وهو على ضربين: أحدهما للإحاطة والعموم والآخر للتثبيت والتمكين(26).
أما ما يخص التأكيد بتكرير المعنى، فيكون بألفاظ خاصة في اللغة لإزالةالشك عن المؤكد بها في نسبة المعنى المسند إليه في الجملة، فهو يرفعاحتمال إرادة غير المذكور، أو احتمال عدم شموليته.
وهذا النوع من التأكيد قد يرد لفائدة كقوله تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَاالْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَأَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُكَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ سورة الأحزاب ، الآية [ 72 ]. ،وهو وراد علىجهة التأكيد المعنوي وفائدته تعظيم شأن هذه الأمانة المشار إليها وتفخيمحالها، وقوله تعالى: ﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَىالْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِوَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ سورة آل عمران،الآية [ 104].
فقوله "يدعون إلى الخير" عام في كل شيء، وإنما كرر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على وجهة التأكيد والمبالغة
والتأكيد المعنوي قد يرد ببرهان يشهد له، وتارة يرد على جهة الغريمة ومرة بغير ذلك، فهذه وجوه ثلاثة:
أولها: ما يرد ببرهان دال عليه وهذا كقول أبي نواس:
قل للذي بصروف الدهر عيرنا *-*-* هل عاند الدهر إلا من له خطرُ
أما ترى البحرَ تَعْلُو فَوقَه جِيَفٌ *-*-* وتَسْتَقِرُ بأقصى قَعْرِه الدُرَرُ!!
وفي السماء نجومٌ لا عِـدَادَ لها *-*-* وليس يَكْسف إلا الشمس والقمرُ
فقوله "أما ترى البحر" وقوله و"في السماء نجوم"، فإنما أوردهما على جهةالاستدلال والتقرير لما أدعاه من معاندة الدهر لذوي الأخطار وأهل المراتبالعالية.
أولهما : أن يكون واردا على جهة العزيمة، والاهتمام بأمره، وهذا كقولهتعالى: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ {75} وَإِنَّهُ لَقَسَمٌلَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾ سورة الواقعة ، الآية [ 75- 76]. فقوله "وأنهلقسم" إنما أورد على جهة التأكيد لقوله (فلا أقسم) على جهة الغريمة لكونهقسما بالغا عظيما.
ثالثهما: أن يكون ورادا على خلاف هذين الوجهين كقوله:
فدعوا نزال فكنتُ أولَ نازلِِ *-*-* وَعَلاَمَ ارْكَبُهُ إذا لم أَنْزِلِ؟
فقوله (فعلام أركبه) وارد على جهة التأكيد لقوله (فكنت أول نازل) بالاستفهام على جهة التقرير، وكقوله:
ولا عَيْبَ فيهم غير أنَّ سيوفَهم *-*-* بهن فلول من قراع الكتائب
فقوله (غير أن سيوفهم) إنما ورد على جهة التأكيد المعنوي، لكونهم شجعانا، فأورده على صيغة الاستثناء(27)
كما نجد هذا النوع من التأكيد يرتبط ببعض الألفاظ لها قواعدها وأحكامهايبني عليها التكرير بالتأكيد، ولقد أشار ابن جني إلى هذا النوع منالتكرير، بعد حديثه عن الضرب الأول من التأكيد حيث يقول: ((والثاني تكريرالأول بمعناه، وهو على ضربين: أحدهما للإحاطة والعموم والآخر للتثبيت))
وما يميز التوكيد المعنوي عن غيره أنه يكون للأسماء فحسب، ويكون بألفاظمخصوصة ويكون التوكيد هو المؤكد نفسه أو عينه، كما يقول سيبويه ((لستَتريد أن تحليه بصفة لإقرابه كأخيك، ولكن النحويين صار ذا عندهم صفة لأنحاله كحال الموصوف، كما أن حال الطويل وأخيك في الصفة بمنزلة الموصوف فيالإجراء، لأنه يلحقها ما يلحق الموصوف من الإعراب)) (28)
فالتوكيد مثل النعت في تبعيته فحسب لما قبله، ولكنه يختلف عن النعت في أنالمقصود به هو الأول نفسه، فهو تكرير له ولكنه بالمعنى لا باللفظ،والألفاظ التي يؤكد بها الاسم تأكيدا معنويا، "النفس والعين"، وهما لرفعالمجاز عن الذات، "وكل" و "جميع" وهما لرفع احتمال إرادة الخصوص بلفظالعموم(29)
ونجد في ألفاظ التوكيد ضمير يعود على المؤكد مطابقا له، وهو يربط ما يربطالتوكيد بالمؤكد، قال تعالى: ﴿ فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْأَجْمَعُونَ ﴾. سورة الحجر، الآية [30].
لكن ابن مالك أجاز إضافة "كل" المؤكدة لاسم ظاهر مثل الموكد، فيكون منإعادة الظاهر بنفسه بدلا من الضمير، واستدل على ذلك بقول عمر بن أبي ربيعة:
كم قد ذكرتك لو أجزى بذكركم *-*-* يا أشبه الناس كل الناس بالقمر
وخالفه أبو حيان ورأى أن "كل" هنا تكون نعتا لا توكيدا، ومعنى "الناس كلالناس" الناس كاملين في الحسن والفضل، وإجازة ابن مالك لذلك مبنية على أنالظاهر مثل الضمير ومساوِ له.
أما سيبويه فلم يستعمل التكرار وإنما استعمل مصطلح التثنية والإعادة فيقوله: ((هذا باب ما يثنى فيه المستقر توكيدا، فإنما هذا كقولك: قد ثبتزيدا أميرا قد ثبت فأعدت قد ثبت توكيدا، ومثله في التوكيد والتثنية "لقيتعمرا عمرََا)) (30)
فالظاهر من خلال قول سيبويه، أنه لم يقل بالتكرار؛ وهذا راجع إلى أنالتثنية والإعادة عنده ماهي إلا وصف لظاهرِ العمليةِ كما تجري في اللفظوالتوكيد وصف، وتعيين للأثر المعنوي الحاصل منها، على أن سيبويه قد استعمل"التثنية مرادفة للتوكيد".
فالتأكيد هو التكثير في اللفظ دون الخارج، كما يعمل في نسبة الحكم إلىالشيء، فيزيد تلك النسبة قوة، ولذلك نجد التوكيد في اصطلاح أهل العربيةيطلق على معنيين، أحدهما: التقرير أي جعل الشيء ثابتا في ذهن المخاطب،وثانيهما: اللفظ الدال على التقرير أي اللفظ المؤكد الذي يقرر به. (31)
وحتى يُقَررُ الكلام لا بد أن يقوم على لفظ سابق، وذلك بتكريره سواءباللفظ والمعنى (في التوكيد اللفظي)، أم بالمعنى دون اللفظ (في التوكيدالمعنوي)، وذلك حد التأكيد: "أن تحقق باللفظ معنََى قد فُهم من لفظ آخر قدسبق منك".(32)
فعبد القاهر الجرجاني انطلق من منطلق شبيهٍ بالمنطلق الذي انطلق منه"سيبويه" كما سبق الذكر آنفا ليزيد هذا الأصل في التأكيد رسوخًا وتقريرالصرف التكرار إليه، يقول: ((وإذا كان مفهوما من اللفظ قبل أن يذكره، كانذكره إذا ذُكر تأكيدا لا محالة)) (33)
وعلى هذا النحو تصبح بنية التأكيد قائمة على:
- معنى حاصل بلفظ سابق = يؤكد.
- معنى حاصل بغير لفظ سابق = يؤكد
- معنى غير حاصل = لا يؤكد إنما يؤسس(34)
فالمعنى غير الحاصل لا يؤكد، وذلك لأنه لا يفيد تقوية ما يفيده لفظ آخروذلك أن المتحكم في التأكيد ليس مطلق التكرار وعودة اللفظ؛ إنما هو بحسبالمعنى، فيُعْتَبرُ الأمرُ تأكيدًا إذا أعاد المعنى ولا يعتبر كذلك إذا لميُعَد(35).
فيمكن لنا أن نعتبر الغرض من التأكيد دفع إرادة المعنى المجازي من الكلاموصرف الكلام إلى المعنى الحقيقي غرضا مركبا على الغرض الأساسي من التأكيد.
فابن جني يستدل على كثرة المجاز في اللغة بوجود التأكيد. واعتبر أن منأغراض التأكيد إبطال توهم المجاز، قال: ((فإذا عرف التوكيد لم وقع فيالكلام نحو "نفسه" و"عينه" و"أجمع" و"كله" و"كلهم" و"كليهما" عرفت منه حالسعة المجاز في هذا الكلام ... فوقوع التوكيد في هذه اللغة أقوى دليل علىشياع المجاز فيها واشتماله عليها حتى إن أهل العربية أفردوا له بابالعنايتهم به ولكونه مما لا يضاع ولا يهمل مثله)) (36)
أما رأي ابن هشام فالتكرار يراد به غير التأكيد ''وذلك كون التكرار الذيهو من قبيل التذكير ليس تأكيدا إنما هو ضرب من ضروب تحقيق تواصل العهد،وإنما حسن تكرار "لدى" في "وما كنت لديهم" لتباعد ما بينهما''(37)، ولعلىهذا التباعد الذي يرجعه ابن هشام هو تباعد اللفظة من غيابها في الذهن،وبالتالي تكون غير معهودة، مما يحتاج المتكلم من تكرار لفظها فالتأكيد لايحدث تجددا في المعنى الذي تفيده الصيغة المؤكدة.
كما ورد مصطلح "التكرار" عند بعض النحاة وهو ما صرح به أبو حيان، وذلك فيمعرض الحديث عن البدل، حيث يسمونه الكوفيون "بالترجمة والتبيين" كون"البدل" من التوابع، وقال أبو حيان: ((ويسمونه بالتكرار)) (38)
ولعل هذه التسميات تكشف عن المعنى اللغوي من البدل، فهو تبين للأول، وهوالمبدل منه وتكرير له بطريقة أخرى، فإذا قلت: ((مررتُ بأخيك زيدٍ))، فزيدثانِِ يقدر في موضع الأول، من حيث كان تابع للأول في إعرابه(39)
ومما نخلص إليه أن التأكيد ظاهرة لغوية، تتحقق بمجرد التكرار اللفظي، أوببعض الأدوات والأساليب الخاصة، والنحاة اهتموا بالتأكيد اللفظي، كونهيُكررُ اللفظَ السابقَ ويقرر عليه .وتكرار هذه الألفاظ يمثل عملية بمثابةالزيادة والتكثير، غير أن المتصفح لكتب النحو لَيَجِدُ أن التكرار وراد فيعدة أبواب من أبواب النحو: "كالبدل وعطف البيان والتوكيد"، فكلها تخضعللتكرار والتكرار الذي لا يعرف نهاية من الحلال المباح بل والحسن المطلوب،خاصة إذا ما تعلق الأمر بالدعاء والندبة، فإن التكرار يحدد الفائدة فيه،فالمتكلم في مقام لا يَسْطِعُ أن يختزل في كلامه، بل عليه أن يصرف إشارتهإلى التأكيد ويحمل عليه.
ثانيا : عند البلاغيين :

عولج التكرار في البلاغة العربية، بوصفه أصلا من أصول البديع وذلك أنالبديع هو: "علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية تطبيقه على مقتضىالحال وفصاحته" (40) ، فالتكرار عند البلاغيين من الأساليب الشائعة ولذافقد عُنِيَ به البلاغيون عنايةً كبيرةً، كابن رشيق (ت 462 هـ)، الجاحظ (ت255 هـ)، الفراء (ت 207 هـ)، الخطابي (ت 388 هـ)، وابن سنان الحقاجي (ت466 هـ) كما نجد كذلك "ابن المعتز" يتطرق إلى التكرار في كتابه البديع"وهو أول من جمع البديع، وألف فيه كتابا لم يعده إلا خمسة أبواب:الاستعارة أولها، ثم التجنيس ثم المطابقة، ثم رد الإعجاز على الصدور، ثمالمذهب الكلامي، وعد ما سوى هذه الخمسة أنواع محاسن، وأباح أن يسميها منشاء ذلك بديعا"(41)
وحد التكرار عندهم (البلاغيين) هو "دلالة اللفظ على المعنى مرددا"، كمانجد حدا آخر يكشف عن أقسام التكرار عند البلاغيين "هو إعادة اللفظ الواحدبالعدد أو بالنوع أو المعنى الواحد بالعدد أو النوع"(42)
أولا: ابن رشيق:
لقد خصص ابن رشيق بابا في "التكرار"، وبين مواضعه ومتى يكون حسنا ومتىيكون قبيحا مدعما ذلك بالأمثلة حيث يقول: ((وللتكرار مواضعُ يحسن فيهاومواضعُ يقبح فيها، فأكثر ما يقع التكرار في الألفاظ دون المعاني، وهو فيالمعاني دون الألفاظ أقل)) (43) ، فالتكرار إذاً لا يحسن في كل المواضع،وإنما ما يستدعيه المقام والسياق ويجب أن تكون له وظيفة حَسَبَ رأي ابنرشيق وأن يكون للتكرار موقعٌ حميدٌ لا مرمى بعيدا، فالمتكلم لا بد ألايُسْمِعك جُمَلاً مكررة، فتذهب دلالتها وتَجِدها حينئذ مجهولة منكرة، وإنكان قد أقر بهذا ابن رشيق بقوله: ((فإذا تكرر اللفظ والمعنى جميعا فذلكالخذلان بعينه)) (44) ، فالتكرار لديه وظائفُ ترتبط بالغرض الشعري وقدأوردها ابن رشيق وهو في معرض الحديث عن الموضع التي يستهجن فيها التكرار:"ولا يجب للشاعر أن يكرر اسما إلا على جهة التشوق والاستعذاب، إذا كان فيتغزل أو نسيب، كقول امرئ القيس" ولم يتخلص أحد تخلصه فيما ذكر عد الكريموغيره ولا يتكلم سلامته في هذا الباب:
ديار لسلمى عافيات بذي الخال *-*-* ألَّـح عليها كـل أسحـم هطـال
وتحسب سلمى لا تزال ترى طلاّ *-*-* من الوحش أو بيـضا بميثاء محـلال
وتحسب سلمى لا تزال كعهـدنا *-*-* بوادي الخزامي أو على رأس أو عال
ليالي سلمى إذ تريـك منصبـا *-*-* وجيدا كجيد الرئم ليس بمعـطال
وكقول قيس بن ذريح:
ألا ليت لبنى لم تكن لي خلة *-*-* ولم تلقني لبنى ولم أدر ماهياً
أو على سبيل التنويه به، والإشارة إليه بذكر إن كان في مدح كقول أبي الأسد:
ولائمةٍ لامتك يا فيض فـي الـنـدى *-*-* فقلت لها هل يقدح اللوم في البحر
أرادت لتثني الفيض عن عادة الندى *-*-* ومن ذا الذي يثني السحاب عن القطر
كأن وفـود الفيض يـوم تحملـوا *-*-* إلى الفيض لاقوا عنده ليلة القـدر
موقع جود الفيض في كل بلـدةٍ *-*-* مواقع مـاء المـزن في البلـد القفر
فذكر" يراسم" الممدوح هاهنا تنويه به، وإشارة بذكره، وتفخيم له في القلوب والأسماع كذلك قول الخنساء:
وإن صخرا لمولانا وسيدنا *-*-* وإن صخرا إذا نشتوا لنحار
وإن صخرا لتألم الهداة به *-*-* كأنـه علم في رأسه نــار
أو على سبيل التقرير والتوبيخ، كقول بعضهم:
إلى كم وكم أشياء منكم تريبني *-*-* أغمض عنها لست عنها بذي عمي
فأما قول محمد بن مناذر الصبيري في معنى التكثير:
كمْ وكمْ كم كمْ وكمْ َكم كمْ *-*-* قال لي: أنجز حـر ما وعـد
فقد زاد على الواجب وتجاوز الحد(45)
فالظاهر من خلال هذه الأبيات التي عرضها ابن رشيق، أن التكرار إذا لم يكواضح المراد، بين الدلالة فقد يخرج من دائرة ما هو مستحسن، ويلج في دائرةما هو معيب مستهجن.
ثم يكمل ابن رشيق وظائف التكرار إلى قوله أو على سبيل المثال التعظيم للمحكي عنه، أنشد سيبويه:
لا أرى الموتَ يسبقُ الموت شيء *-*-* نغَّضَ الموتُ ذا الغنى والفقيرَا
أو على وجهة الوعيد والتهديد إن كان عتاب موجع، كقول الأعشى ليزيد ابن مشهر الشيباني:
أبا ثابت لا تعلقنك رماحنا *-*-* أبا ثابت أقصر وعرضك سالم
وذرنا وقوماً إن هم عمدوا لنا *-*-* أبا ثابت واقعد فإنك طاعم!!
أو على وجه التوجع إن كان رثاءًَ وتأبينًا"(46)
نلحظ في بعض الشواهد السابقة تجوز التكرار على مستوى الجملة والبيت وحدوثهأكثر من مرّة، فالتكرار يعتبر عاملا لغويا من عوامل تجسيد الاستمرارية، فيهذه الأبيات؛ استمرارية المتحدث عنه: سلمى، فيض، صخر، بحيث يمكن أن: "إنّكل اسم من هذه الأسماء يصلح أن يكون عنوانا للأبيات الوارد فيها وليسبالضرورة أن يكون المتحدث عنه واحدا حتى يكون هناك استمرارية، بل يمكن أنيتغير الموضوع"(47).
وتعتبر هذه الوظائف التي قدمها ابن رشيق، وردت في عدة كتب من جهابذةالبلاغة، كما أن الوظائف لا تنحصر في التكرار، وإنما يبقى مردّها إلىكيفية التعامل مع النص الشعري، ناهيك لما يسفر عنه التحليل كما يرىالدكتور "جميل عبد المجيد".

ثانيا:ابن الأثير:
ومن البلاغيين الذي سلك هذا المسلك ابن الأثير، وهو في معرض الحديث عن"الإطناب" بعد فراغه من تعريفه، وبيان أقسامه قال: ((ومن هذا النوع الذيهو (الإطناب) ضربان: أحدهما ما يسمى توكيد الضمير المتصل بالمنفصل، والآخريسمى التكرير)) (48). وسنحاول أن نبين التكرار عند ابن الأثير انطلاقا منأقسام التكرار حيث يقول: ((وأما التكرار فهو قسمان: أحدهما يوجد في اللفظوالمعنى والآخر يوجد في المعنى دون اللفظ، فأما الذي يوجد في اللفظوالمعنى فكقولك لمن تستدعيه: أَسْرِعْ أَسرِعْ، وأما الذي يوجد في المعنىدون اللفظ فكقولك: أطعني ولا تعصني، فإن الأمر بالطاعة هو النهي عنالمعصية، ولا فائدة للتكرير إلا للتوكيد ....)) (49)
ولعل ثمة شيئا نلمحه لدى ابن الأثير وهو انتقاله ، حين تعامل مع التكرارفي القرآن الكريم، إذ كان يفسره ويفسر فائدته في إطار السياق المقاليوالسياق المقامي أحيانا، ولذا نَلحظه يقسم هذين القسمين من التكرار "قسممفيد وغير مفيد"(50)
1- المفيد: هو الذي يأتي في الكلام توكيدا له وتسديدا من أمره، وإشعارابعظم شأنه وهو يأتي في اللفظ والمعنى والمقصود منه غرضان مختلفان، كقولهتعالى: ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْأَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ {14}قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾، ثمقال بعد ذلك: ﴿ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴾، فإن المربالإخلاص في العبادة لله قد جاء مكررا هاهنا لفظا ومعنى، والمقصود بهغرضان مختلفان: (51)
الغرض الأول: أراد به الإخبار: لأنه مأمور من جهة الله تعالى بإخلاص العبادة له.
والغرض الثاني: أراد به تخصيص الله وحده دون غيره: ولدلالته على ذلك قدمالمعبود على فعل العبادة في الثاني، وأخره في الأول لأن الكلام أولا واقعفي الفعل نفسه وإيجاده، وثانيا فيمن يفعل الفعل لأجله، فهذان غرضانمختلفان.
2- غير المفيد: فهو الذي يأتي في الكلام توكيدا له، ويجئ في اللفظ والمعنى ولكن المقصود منه غير مفيد، مثال ذلك قول المتنبي:
ولم أر مثل جيراني ومثلي *-*-* لمثلي غدا مثلهم مقام
وكقوله أيضا:
وَقَلْقَلْتُ بالهمِ الذي قَلْقَلَ الحَشَا *-*-* قَلاَقِلَ عيش كلَهن قَلاَقِلُ.
والتكرار في هذا البيت جاء في اللفظ والمعنى، لكن بغير فائدة، فهو المعيبمن التكرار وأما ما جاء من التكرير في المعنى دون اللفظ، فقد حاول ابنالأثير أن يبين الفارق بين طرفي هذا التكرار في المعنى، رغم وحدته بينهما،وسأحاول أن أعرض ما قدمه ابن الأثير، مثل قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ اللّهُلاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌفَإيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾، فإنه يسبق إلى الوهم أن ذلك تكرير في المعنى،فإن العرب إنما جمعت بين العدد والمعدود فيما وراء الواحد والاثنينفقالوا: "عندي رجال ثلاثة، وفرسان أربعة"، فهذا عارٍِِ من الدلالة علىالمعدود، وأما رجل ورجلان وفرس وفرسان فمعدودان، فالفائدة إذن في قولهتعالى: ﴿ وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَاهُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾، تأكيد معنى المعدود(52)
كما أشار ابن ألأثير في الكتاب نفسه إلى ضرب آخر، وهو الانتقال من العامإلى الخاص ، ويهدف بهذا إلى التركيز على المتنقل إليه وبيان أهميته حيثيقول: ((ومما ينتظم بهذا السلك انه إذا كان التكرير في المعنى يدل علىمعنيين أحدهما خاص والآخر عام" كقوله تعالى: ﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌيَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَعَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ فإن الأمر بالمعروفخير، وليس كل خير أمرا بالمعروف، وذاك أن الخير أنواع كثيرة، من جملتهاالأمر بالمعروف، فائدة التكرير هاهنا أنه ذكر الخاص بعد العام، للتنبيهعلى فضيلته، كقوله تعالى: ﴿ حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِالْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ﴾، وكقوله تعالى: ﴿ فِيهِمَافَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ﴾ وكقوله تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَاالْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَأَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُكَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾، فإن الجبال داخلة في جملة الأرض، لكن لفظالأرض العام والجبال خاص، وفائدته هاهنا تعظيم شان الأمانة المشار إليهاوتفخيم أمرها)) (53)
فابن الأثير يعتمد في تفسير التكرار على مبدأ السياق المقالي، وإن كان قدقصر هذا على القرآن الكريم، إذْ يقرر هذا بقوله: ((وبالجملة فأعلم أنه ليسفي القرآن مكرر لا فائدة في تكريره فإن رأيت شيئا منه تكرر من حيثالظاهرُ، فأنعم نظرك فيه، فأنظر إلى سوابقه ولواحقه، لتنكشف كل الفائدةمنه)) (54)، فالظاهر من خلال قول ابن الأثير
فابن الأثير يرى أن التكرار ليس ضربا من الخَطَل في الكلام حالَ تكراره ،ذلك كونه ربط التكرار بالسياق ، وما له من أثر بالغ على التركيب وحتى علىالمعنى .
ثالثا : الخطابي:
كما نجد جهبيذا ونحريرًا من نحار ير البلاغة وجهابذتها الذين اهتموابإعجاز القرآن وبلاغته وهو الخطابي هو الآخَر كذلك أعطى للتكرار حظه فيرسالته، فقد تحدث عن التكرار، وهو يبين أضربه فقال: ((فإن تكرار الكلامعلى ضربين: أحدهما مذموم: وهو ما كان مستغنى عنه، غير مستفاد به زيادةمعنى لم يستفيدوه بالكلام الأول، لأنه حينئذ يكون فضلا من القول، وليس فيالقرآن شيء من هذا النوع)) (55) ، فالتكرار عند الخطابي لا بد أن يكوندالا مبنيا، وإلا عُدَّ غُثا وقد نفي ورود هذا النوع في القرآن الكريم كماأشار إلى ضرب آخر من التكرار ومثل له بقوله: "والضرب الآخر ما كان بخلافهذه الصفة فإن ترك التكرار في الموضوع الذي يقتضيه، وتدعوا الحاجة إليهفيه، بإزاء تكلف الزيادة في وقت الحاجة إلى الحذف والاختصار، وإنما يحتاجإليه ويحسن استعماله في الأمور المهمة التي قد تعظم العناية بها، ويخافبتركه وقوع الغلط والنسيان فيها والاستهانة بقدرها، وقد يقول الرجل لصاحبهفي الحث والتحريض على العمل: عجل عجَل، ورام ورام، كما يكتب في الأمورالمهمة على ظهور الكتب: مهم مُهم مهمْ، ونحوها من الأمور، وكقول الشاعر:
هلا سألت جموع كنـ *-*-* دة يوم ولو أين أينا
وقول آخر:
يا لبكر أنشروا لي كليبا *-*-* يا لبكر أين أينْ الفرار
ثم عرض التكرار الوارد في قصص القرآن وسبب تكرارها.
رابعا: السجلماسي :
ومن البلاغيين كذلك الذين اهتموا بقضية البديع "السجلماسي"، هو الآخر كذلكأولى اهتمامه بالتكرير، حيث أدرجه تحت الأجناس العالية ولكن تجدر الإشارة،إلى أن السجلماسي استخدم مصطلح "البديع" بمعنى "البلاغة" وهي عنده عشرةأجناس، يقول السجلماسي: ((إن هذه الصناعة الملقبة بعلم البيان وصنعةالبلاغة والبديع، مشتملة على عشرة أجناس عالية وهي: الإيجاز التخييل،والإشارة والمبالغة والرصف، والمظاهرة والتوضيح، والاتساع والانثناءوالتكرير)) (56)
السجلماسي اصطلح على تسمية التكرار "البناء"، وهذا الاصطلاح يثير إلى وجودتوافق ما هو بلاغي عربي، وما هو مدار الدراسة في علم لغة النص، وإن كان قدعُرِفَ "البناء"، على إِنه "إعادة اللفظ الواحد بالعدد وعلى انطلاق المتحدالمعنى كذلك مرتين فصاعدا، خشية تناسي الأول لطول العهد به في القول، ومنصوره الجزئية قوه عز وجل: ﴿ أ َيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْوَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ ﴾ المؤمنون ، الآية[ 35] ،فقوله "أنكم" الثاني بناء على الأول وإنكار به، خشية تناسيه لطولالعهد به في القول: وقول عز وجل: ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِالدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾، وما كان مثله،فقوله (هم) الثاني بناءا على الأول لما طال قوله، وكان قوته بوجه ما قوةالتأكيد اللفظي، ويمكن أن يكون من هذا النوع، قول عز وجل في قصة الذبح،ثناءً على إبراهيم عليهما السلام: ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءالْمُبِينُ {106} وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ {107} وَتَرَكْنَاعَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ {108} سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ {109}كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾، فقوله كذلك "نجزي المحسنين"، بناءًاولذلك قيل فيه "كذلك نجزي المحسنين" بغير (إنَّ) وفي غيره من مواضع ذكره،(إنا كذلك)، لأنه بنَى على ما سبقه في هذه القصة من قوله "إنا كذلك" فكأنه-كما قيل- استخف بطرح "إنَّ"، اكتفاء بذكره أولا عن ذكره ثانيا"(57).
وواضح ما في الكلام من دور التكرار في تنشيط ذاكرة المستمع أو القارئ،وذلك بإحالة (أنكم) وبعدها جملة ليس لها خبر (أن)، ثم جملة ثالثة ليس فيهاخبر (أن)، وحين أريد إيراد هذا الخبر في الجملة الثالثة، كان قد طال العهدبين (أن) واسمها من جهة، وخبرها من جهة أخرى، مما يخشى معه التناسي فأعيدتأن واسمها (أنكم) مرة ثانية، لمحو ما خشي منه (النسيان).
ولكن هذه الإشارة التي تحدث عنها السجلماسي لم تكن هي الإشارة الأولى بلسبقه إليها ابن الأثير: حيث قال: ((ولربما أدخل في التكرير من هذا النوعما)).
ما ليس منه، وهو موضع لم ينه عليه أحد سواي فمنه قوله تعالى: ﴿ ثُمَّإِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْمِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌرَّحِيمٌ ﴾، فلما تكرر "إنّ ربك" مرتين علم أن ذلك أدل على المغفرة، وكذلكقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَافُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَالَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾، فابن الأثير يرى في هذه الآيات ليست ثمة تكراروإنما هي لغاية أخرى، حيث يقول: "وقد أنغمت نظري فيها، فرأيتها خارجة عنحكم التكرير، وذلك أنه أطال الفصل من الكلام، وكان أوله يفتقر إلى تمام لايفهم إلا به، فالأولى في باب الفصاحة أن يعاد لفظ الأول مرة ثانية، ليكونمقارنا لتمام الفصل"(58) المبحث الثاني


عدل سابقا من قبل سكينة بنحليمة في الأربعاء نوفمبر 03, 2010 3:21 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الرسامة الصغيرة

الرسامة الصغيرة


انثى
عدد المساهمات : 128
نقاط : 184
تاريخ التسجيل : 23/09/2010
العمل : طالبة
المزاج المزاج : متفائلة

التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين    التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 03, 2010 3:11 pm

[size=18]المبحث الثالث
التكـــرار عند المُحْــــــــدَثِــين

أولا : التكرار في لسانيات النص

قبل الولوج في معرفة أنماط التكرار ومظاهره عند المحدثين خاصة عندعلماء لسانيات النّص لا بد من الوقوف على معرفة مفهوم النّص، ولسانياتالنّص، وكيف كان هذا الانتقال من "نحو الجملة إلى نحو النّص".

تزودنا المعاجم العربية بمعانٍ متعددة للنّص، وهي مجملها تفيد الرفعوالحركة، جاء في لسان العرب: "النّص: رَفْعُكَ الشيء، نصَّ الحديث ينصُّهنصًّا رفعه،وكل ماأظهر، فقد نص. ونصَّ المتاع نصا:جعل بعضه على بعض"(59).
ويذكر صاحب "القاموس المحيط: نصَّ الشيء: حركُهُ، ونصَّ العروس أقعدها علىالمنصة" أما أساس البلاغة: فتقرأ في مادة (نصص) الماشطة تنصُّ العروسفتقعدها على المنصَّة، وهي تنتص عليها، أي ترفعها وانتصَّ السنام: ارتفعوانتصب قال مسكين الدرامي:
حتى علاها تامك *-*-* شبهته وانتص فِنْدا
ويشتق النص (test) في اللغات الأجنبية من الاستخدام الاستعاري في للفعل(texture) الذي يعني يحرك: (weave) أوينسج ويوحي بسلسلة من الجملوالملفوظات المنسوجة بنيويا ودلاليا"(60)
وعليه يتضح أن الدلالة الحديثة للنص لم تكن غائبة كليا في المعجم العربيفقد التقت مع الدلالة اللاتينية، وإن دَّل هذا فإنما يدل على بلوغالاكتمال في الصنع.
أما النص بمعناه الاصطلاحي مفهوم حديث في الفكر العربي المعاصر، وهو ليسوليد هذا الفكر، وإنما هو كغيره من مفاهيم كثيرة في شتى العلوم الحديثةبقول عبد المالك مرتاض: "وقد حاولنا أن نعثر على ذكر اللفظ في التراثالعربي النقدي فأعجزنا البحث ولم يُفْضِ بنا إلى شيء إلاَّ ما ذكر أبوعثمان الجاحظ في مقدمة كتابه "الحيوان" من أمر الكتابة بمفهوم التسجيلوالتقييد والتدوين والتخليد لا بالمفهوم الحديث للنّص"(61)
وسأورد تعريفات أوردها (محمد مفتاح) للنص حسب توجهات معرفية فهناك تعريفِبنَوي وآخر نفساني دلالي وآخرها خاص باجتماعات الأدب... ليخلص إلى تعريفواحد في النهاية، أما هذه التعريفات فهي:
1/ مدونة كلامية: سعني أنه مؤلف من كلام.
2/ حدثُ: أن كل نص هو حدث يقع في زمانٍ ومكانٍ معينين. (62)
3/ تواصلي: يهدف إلى توصيل معلومات ومعارف ونقل تجارب ... إلى الملتقي.
4/ تفاعلي: أي إقامة علاقات اجتماعية بين أفراد المجتمع.
5/ مغلق: أي انغلاق سمته الكتابية الأيقونة التي لها بداية ونهاية.
6/ توالدي: إنّ الحدث اللغوي ليس منبثقا من عدم وإنما هو متولد من أحداثتاريخية ونفسية ولغوية ... وتتناسل منه أحداث لغوية أخرى لاحقة له.
فالنص إذاً "مدونةُ حدثٍ كلامي ذي وظائف متعددة"(63).
أما جوليا كريستفا فلق عرفت النَّص تعريفا جامعا إذْ قالت: ((نعرف النصبأنه جهاز نقل لساني يعيد توزيع نظام اللغة واضعا الحديث التواصلي، نقصدالمعلومات المباشرة في علاقة مع ملفوظات مختلفة سابقة أو متزامنة)).
ويعرفه رولان بارت: ((إنه السطح الظاهري للنتاج الأدبي، نسيجُ الكلماتالمنظومة في التأليف، والمنسقة بحيث تفرض شكلا ثابتا ووحيدا ما استطاعتإلى ذلك سبيلا)) (64)
ويتضح مما سبق أن مصطلح النَّص ذاته يمثل إشكالية معقدة وكبيرة في النقدالحديث ؛ذلك لأنه لم يعد يقتصر على دلالته المَعجمية والاصطلاحية المعروفة،بل راح يكتسب دلالات جديدة مع مصطلحات أخرى.

حَظِيت اللغة منذ القديم بنصيب وافر من الدراسات من أهم وسائل الاتصالالتي يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، وأَحدثُ دراسة في هذا الشأن تعود إلىزيليغ هاريس الذي قدم منهجا لتحليل الخطاب المترابط، حيث استخدم فيهاللسانيات الوصفية بهدف الوصول إلى اكتشاف بنية النَّص (structure of thetext) وقصر فيه الدراسة على الجمل والعلاقات فيما بين أجزاء الجملةالواحدة.
كما يعود الفضل إلى العالم الهولندي "فَان دَيْك/ Dijk" الذي اعترض فيكتابه "جوانب من علم نحو النَّص/ Aspects of text grammar" على النحوالتقليدي من حيث إِنَّه لايلبي المطلب التي تقتضيها دراسة النَّص الأدبي.(65)
لكن الفارق المميز بين هاريس وفان ديك في دراسة العلاقات النحوية بينالجمل في حقل اللسانيات الشكلية هو شمول الوصف النحوي لهذه العلاقات علىالمستوى السطحي والعميق دون الاقتصار على التغيرات الطارئة على البنيةالظاهرة كما يقرها التحويليون، ويحرص فان ديك على ضرورة الارتباط المنطقيفي البحث على اتساق النصوص وانسجامها، حيث استعمل فان ديك مفهوم الترابطللإشارة إلى علاقة خاصة بين الجمل والانسجام إشارة إلى عدم تأويل الجمل أوالقضايا بمعزل عن الجمل والقضايا السابقة عليها "فالعلاقة بين الجمل محددةباعتبار التأويلات النسبية"(66)
إن لسانيات النص: "فرع من فروع اللسانيات" يُعْنى بدراسة مميزات النص منحيث حدُه وتماسكه ومحتواه ألإبلاغي التواصلي(67)، فقد حدد هذا النَّصمحاور اللسانيات النصية في النقاط التالية:
- الحد والمفهوم وما يتصل بهما.
- المحتوى التواصلي وما يرافقه من عناصر ووظائف لغوية داخل مقام تواصلي.
- التماسك والاتساق أو ما نصطلح عليه بـ: "النَّصية" مقابلا للمصطلحالغربي (Textualité) تحتل مسألة النصية هذه مكانا مرموقا في البحث اللسانيلأنها تجري على تحديد الكيفيات التي ينسجم بها النص / الخطاب، فاللسانياتالنصية تنطلق من أن النص "بنية نصية متماسكة ذات نسق داخلي تربط بينعناصره علاقات منطقية ونحوية ودلالية"(68).
فالنص هو إنتاج مترابط متسق ومنسجم وليس رصفا اعتباطيا للكلمات والجمل،ولذا نرى أن علماء لغة النص، أولو أهمية كبيرة للنص انطلاقا من تعاريفهمله، فالنص مثلا عند برينكز: "تتابع متماسك من علامات لغوية أو مركبات منعلامات لغوية لا تدخل تحت أية وحدة لغوية أخرى (69)
ثانيا : مظــــــــــاهــــــر التـكـــرار
لا شك أن عالم النص يتعامل مع النص على أنه بنية كلية، ومن ثم يكون المدخلإلى التحليل عن طريق تحليل الخواص التي تؤدي إلى تماسك النَّص، فلقد عنيعلماء النص عناية كاملة بالتماسك، كونه يجعلنا نفهم مكونات النص، وعلاقتهبما يفهم من الجمل الأخرى، فالنص عبارة عن لحمة متحدة، ويذكر هاليدايورقية حسن أن كلمة (النص) تستخدم في اللسانيات، لتشير إلى أي مقطع منطوقأو مكتوب، يشكل كلاًّ متحدا''كما رأى جون لاينز أن "على النص في مجمله أنيتسم بسمات التماسك والترابط"(70)
وهناك مظاهر وأدوات يتم بها السبك النصي أو التماسك النصي، وذلك كون السبك"يعني بالعلاقات أو الأدوات الشكلية والدلالية التي تسهم في الربط بينعناصر النص الداخلية، وبين النص والبيئة المحيطة من ناحية أخرى، ومن بينهذه الأدوات المرجعية"، فالسبك يهتم بالعلاقات بين أجزاء الجملة وأيضا بينالعلاقات بين جمل النص وبين فقراته، بل بين النصوص المكونة للكتاب، ومن ثميحيط التماسك بالنص كاملا داخليا وخارجيا(71)
كما تعد آراء هاريس نقطة تحول إلى أهمية تجاوز الدراسات اللغوية من مستوىالجملة إلى مستوى النص، والربط بين اللغة والموقف الاجتماعي مشكلين بذلكاتجاها جديدا، وأخذت ملامح النص تتبلور، ثم عرف هذا الاتجاه بلسانيات النصأواللسانيات النصية أونحو النّص.
ومما ذكر سابقا نلمح أن التحليل اللساني يتجاوز نظرة التحليل النحويالتقليدي، حيث تتجلى مهامه في دراسة الخواص التي تؤدي إلى تماسك النّصوتعطي غرضا لمكونات النظام النصاني، وإن كانت مبعثرة "وقد حاول مجموعة منالدارسين العناية في وقت مبكر بدراسة النص تأسيسا لنظرية شاملة تبحث فيالترابط النصي من حيث أشكاله ووسائله''(72).
إن الحديث عن التماسك النّصي أو الترابط النّصي، يوجد في علاقة قائمة بينالجمل، وهذه العلاقة تقوم على مستوين، هما المستوى النحوي والمستوىالمعجمي وإن الهدف من هذه المقاربة هو الكشف عن مدى فعالية الاتساق(السبك) وكذا إبراز حدوده
ولقد انطلق كل من هاليدي ورقية حسن من الشبكة التي وضعهما ويمكن تمثيل ذلك كالآتي:






وسأحاول منطلقا من هذا المخطط أن استعرض قضية التكرار في لسانياتالنّص، وما هي منطلقات علماء لغة النص، التي انطلقوا منها، حتى يجعلوا"التكرار" مظهرًا من مظاهر الترابط النصي.
1/ السبك المعجمي:
أ - التكـرار:
يعرف هاليدي ورقية حسن التكرار بأنه: "أية حالة تكرار يمكن أن تكون كلمةنفسها أو مرادف أو شبه مرادف، كلمة عامة أو اسما عاما"(73).
كما يقصد كذلك بالتكرار "تكرار لفظتين مرجعهما واحد، فمثل هذا التكرار يعدضربا من ضروب الإحالة إلى سابق بمعنى أن الثاني منهما يحيل إلى الأول، ومنثم يحدث السبك بينهما وبالتالي بين الجملة أو الفقرة الوارد فيها الطرفالثاني من طرفي التكرار.
كما يطلق على التكرار "إعادة اللفظ": "وهو شكل من أشكال التماسك المعجميالتي تتطلب إعادة عنصر معجمي ''(74)ومما أورده الدكتور جميل عبد المجيد قالالتكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Frown(ويطلق البعض على هذه الوسيلة "الإحالة التكرارية" وتتمثل في تكرار لفظ أوعدة من الألفاظ في بداية كل جملة من جمل النص قصد التأكيد )) (75)،وبالتالي فإن التكرار في ظاهر أمره يصنع ترابطا بين أجزاء النص بشكلبَينٍ.
ولكن هذا لا يعني دوما أن العنصر المكرر له المحال إليه نفسه، بمعنى أنهقد تكون بين العنصرين علاقة إحالية وقد لا تكون وفي الحالة الأخيرة نكونأمام علاقات أخرى فرعية (في علاقة التكرير نفسها) (76) ، وللتوضيح هذايذكر هاليدي ورقية حسن المثال التالي:
"أغسل وانزع نوى ست تفاحات ضعها في صحن مقاوم للنَّار"
فالضمير (ها) في الجملة الثانية يحيل إلى (ست تفاحات) في الجملة الأولى،كما أنه لا يمكن تفسيره إلا بالرجوع إلى ما يحيل إليه، ومن ثم ترتبطالجملة الثانية بالأولى، مما يجعل هاتين الجملتين تشكلان نَّصا، أو جزءامن نص واحد، وإذا كان الضمير (ها) هنا قدم قام بوظيفية الإحالة القبليةوالتي أدت إلى السبك فإنه يمكن أن يقوم بهذه الوظيفة التكرار، وذلككالتالي:
اغسل وانزع نوى ست تفاحات، ضع التفاحات في صحن مقاوم للنار.
فقد تمت الإحالة هنا من خلال تكرار لفظ (التفاحات)، وبهذا يصبح "التكرار المعجمي" وسيلة من وسائل السبك.
وتنقسم الإحالة من هذا المنطلق إلى نوعين رئيسين:
أ- إحالة داخل النص أو (داخل اللغة): وتسمى النصية.
ب- إحالة خارج النص أو (خارج اللغة): وتسمى المقامية.
أما الإحالة داخل النص فتنقسم إلى قسمين:
أ-1- إحالة على السابق أو إحالة بالعودة: وتسمى قبلية وهي تعود على مفسرسبق بعدية وهي تعود على عنصر إشاري مذكور بعدها في النص ولاحق عليها.
فالتكرار يعتبر أحد الكفاءة النصية أو المعيار الأهم في نصية النّص، كونهيساهم في تماسكه ناهيك أنه علاقة معنوية بين عنصر في النص وعنصر آخر يكونضروريا لتفسير النص الذي يحمل مجموعة من الحقائق المتوالية.
كما أورد هاليدي ورقية حسن أنماط التكرار في سلم مكون من أربع درجات، يأتيفي أعلاه إعادة العنصر المعجمي نفسه، ويليه الترادف (أو شبه الترادف) ثملاسم الشامل، وفي الأسفل تأتي الكلمات العامة .
وإعادة عنصر معجمي يقصد به تكرار الكلمة كما هي دون تغيير، أي "تكرار تام"أو محضْ كما أشار دوبيوجراند ودريسلر إلى وظيفة أخرى فضلا عن السبك يؤديهاهذا التكرار في النصوص الشعرية هي تجسيد المعنى . (77)
وعليه ما يميز النص من اللانص هي هذه المظاهر ومنها "التكرار"، التي تعملعلى تحقيق تناسق مكونات النّص، ولذلك فإن نور الدين السَّد أعطى أهميةكبيرة لهذا الترابط (التكرار)، ويعتبر أساسيا في النصية.
كما تتنوع صور الروابط التكرارية فيما يلي(78):
أ - التكرار المحض (التكرار الكلي): وهو نوعان:
أ-1- التكرار وحدة المرجع (أي يكون المسمى واحدا).
أ-2- التكرار مع اختلاف المرجع (أي المسمى متعدد).
ب - التكرار الجزئي: ويقصد به تكرار عنصر سبق استخدامه، ولكن في أشكال وفئات مختلفة.
د- شبه التكرار: ويشير الدكتور سعد مصلوح إلى أنه يقوم في جوهره علىالتوهم، إذ تفقد العناصر فيه علاقة التكرار المحض ويتحقق شبه التكرارغالبا في مستوى الشكل الصوتي وهو اقرب إلى الجناس الناقص.
وسنحاول أن نبين لكل نمط نَمَوْذَجًا، فتكرار مع وحدة المرجع قوله تعالى:﴿ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّيَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاًفَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّايَكْسِبُونَ﴾ فقد تكرر "الويل" وقصد به دلالة واحدة (وحدة المرجع)بالإضافة إلى التكرار الموجود في (يكتبون الكتاب بأيديهم) و (كتبت أيديهم)وما يفيده من ربط.
ومن التكرار مع وحدة المرجع في الشعر الحديث قول نازك الملائكة في قصيدتها أغنية للإنسان:
في عميق الظلام زمجرت الأمطار في ثورة وجن الوجود.
طاش عصف الرِّياح والتهب البرق وثارت على السكون الرعود
ثورة ثَورة تمزق قلب الليل والصمت بالصدى بالبريق
فقد تكررت كلمة "الثورة" في الأبيات 1-2-3 بدلالة واحدة.
أما التكرار مع اختلاف المرجع كقول أبي نواس مخاطبا الفضل بن الربيع:
وأي فتى في الناس أرجو مقامه *-*-* إذا أنت لم تفعل وأنت أخو الفضل
فقل لأبي العباس: إن كنت مذنبا *-*-* فأنت أحق الناس بالأخذ بالفضل
ولا تجحدوا بي ودَّ عشرين حجة *-*-* ولا تفسدوا ما كان منكم من الفضل
فقد تكررت كلمة (الفضل) مع اختلاف المرجع، فدلالتها في البيت الأول الفضلبن الربيع أخو جعفر (الممدوح)، وفي الثاني مقصود به السمَّاحة، وفي الثالثضد النقص، فقد تعدد المسمى مع التكرار الذي صنع ربطا بين البيات وأثارانتباه المتلقِّي.
أما التكرار الجزئي فيعني: "تكرار عنصر سبق استخدامه ولكن في أشكال وفئاتمختلفة"(79)كما في نصِّ نازك الملائكة السابق (عميق، الظلام) (جرح، عميق)(ثورة، ثارت) (البرق، البريق).
أما التكرار بالمرادف فيمكن أن يكون على نوعين:
أ - المرادف دلالة وجرس: وهو تكرار الكلمتين تحملان معنًى واحدا وتشتركانفي بعض الأصوات والميزان الصرفي مثل: مجيد= أثيل، يستره= يحجبه، جميل=مليح.
ب - الترادف دلالة لا غير: مثل: الحزن = الهموم، مذموم = محتقر، السقم= العلة، العسل= الرحيق، السيف= المهند.
أما شبه التكرار: فهو كما أشار الدكتور سعد مصلوح منذ قليل أقرب إلىالتوهم حيث تفتقد عناصره التكرار المحض، ويتحقق في مستوى التشكل الصوتيليصنع نوعا ما التماسك وذلك كتكرار بعض الوحدات الصوتية، كما في قولالشاعر "أمل دنقل" في قصيدة (صلاة) (80):
قد يتبدل رسمك والسمك، لكن جوهرك الفرد لا يتحول
الصمت وشمك، والصمت وسمك
والصمت –حيث التفت- يرين ويسمك
والصمت بين خيوط يديك المشبكتين المضممتين
يلف الفراشة والعنكبوت
فالمتأمل لهذا الجزء يجد تكرارات تملأ هذه الأبيات (رسمك، وشمك، اسمك،بسمك) فهذا شبه تكرار غير أنه شدّ انتباه المتلقي وصنع تماسكا قويا بينأجزاء النّص، حيث جاءت "السين" المتكررة بهسيسها الواضح، وقد أوحت "السين"هنا بالصلاة السرية التي لا يسمع سوى صفير "السين".
يظل هذا الشعور في جو النَّص مع تكرار "السين" الذي أدى إلى الربط بطريقتين:
1- طريقة التكرار 2- التواصل الدلالي بين أجزاء النَّص(81)
كما تجدر الإشارة إلى أن ثمة دروسًا درست على النهج الحديث، مطبقا فيهاالدراسة النصية كما فعل "الدكتور جميل عبد المجيد" في كتابه "بلاغة النصمدخل نظري ودراسة تطبيقية" والأمر نفسه نجده عند الدكتور "أحمد مداس" فيكتابه "لسانيات النَّص (نحو منهج لتحليل الخطاب الشعري)" حيث درس احمدمداس قصيدة "الماء" لإيليا أبي ماضي، دراسة من جوانب عدة، وما يهمنا هودراسة ظاهرة التكرار حيث يقول بعد فراغه من دراسة القصيدة "ويبدوا تكرارالقوافي ذا وظيفة معنوية ترجمت المعنى الخفي للصورة المتحولة، فوظيفتهاالحقيقية لا تظهر إلاَّ إذا وضعت في علاقة مع المعنى"، ويعتبر أحمد مداسأن هذا التكرير في القوافي هو الذي يربط الاستعمالات بين الحالة الشعوريةوالانفعال الشعري "فالأمر يرد إلى اللاوعي وتبدل الذات عند الانفعال، وهيالخاصة التي تتعدى القوافي إلى التكرير"(82)
فالتكرار يلعب دورا مهما على المعنى اللغوي والموسيقى الشعرية، كما أنهأداء يبعث التأويل بين المسموع كصوت والدلالة التي تؤديها، وتوازنا بينالتجنيس والترصيع، كما أنه أشار إلى "التكرار التام" في قوله "سلمى بما ذاتفكرين؟" وقد ورد في موضعين متباعدين، وتكرار غير تام مبني على الاستبدالفي قول الشاعر:
سلمى .... بما ذا تفكرين؟
سلمى .... بما ذا تحلمين؟
حيث استبدل "تفكرين" بـ "تحلمين"، كما يلفت النظر إلى "تكرار غير تام" فيموضع آخر من قصيدة "قارئة الفنجان" للشاعر "نزار قباني":
ستجيب كثيرا يا ولدي
وتموت كثيرا يا ولدي
فهو ينحو إلى التكرير التام من جهة التركيب، ويعادل التوازي من جهةالدلالة، فالتركيب الأول يعطي معنًى يخالف فيه الثاني، فسلمى شتت فكرهاوللأول دلالة الهموم والمآسي، وللثاني دلالة الانشراح ... تتكرر مأساةالموت بتكرر شعور الحب فالتكرار تشاكل لغوي يلفت الانتباه ... كما أنهيبرز دور الموسيقى في بنية النَّص الشعري وعلاقتها بالدلالات المتنوعةالتي تتولد عنها. (83)
إن اللافت للانتباه أن المفسرين قد تعاملوا مع التكرير على أساس لا كمافعل علماء لسانيات النص، أنه يربط أجزاء النص بعضها ببعض، قال تعالى: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُعَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ {47}﴾، يعلق الفخرالرازي قائلا: ((اعلم أنه تعالى إنَّما أعاد هذا الكلام مرةً أخرى توكيداللحجة عليهم، وتحذيرًا من ترك إتباع محمد –ص- ثم قرنه بالوعيد)).
لكنَّا نجد وظيفة التكرار في الآية نفسها، مختلفة لدى ابن عاشور، قالSad(أعيد خطاب بني إسرائيل بطريق النداء مماثلا لما وقع في خطابهم الأوللقصد التكرير للاهتمام بهذا الخطاب، وما يترتب عليه ... فللتكرير هنا نكتةجمع الكلامين بعد تعريفها ونكتة التعداد لما فيه إجمال معنى النعمة)) (84).
ومن الأعلام الذين اهتموا بالتماسك النصي كلاوس برينكز في كتابه "التحليلاللغوي للنص" حيث تناول فيه الشروط النحوية للتماسك النصي، ومن بين هذهالشروط "التكرار" أو كما سمَّاها هو "الإعادة"، وبين صورًا للإعادة. وهينوعان: إعادة صريحة وإعادة ضمنية.
أ/ الإعادة الصريحة: هي تطابق الإحالة لتعبيرات لغوية معينة في الجمل المتعاقبة لنص ما(85)
حيث يكرر تعبير معين (كلمة أو ضميمة مثلا) من خلال تعبير أو عدة تعبيرات في الجمل المتتابعة للنّص في صورة مطابقة إحالية.
وإعادة تكون من خلال أسماء أو ضمائم اسمية، وضمائر، وسأورد بعض الأمثلة التي ذكرها "كلاوس برينكز" مصحوبة ببعض الشرح.
1/ كان رجل في الطريق على عجلة، وأراد أن يصعد جبلا فرأى (هو) شيئا ملقىعلى الأرض فتوقف عنده، كان الرجل يدعى أوبرستالن، ولم يكن يرى نفسه شيئاذا قيمة، ولم يكن (هو) ليلفت نظر أحد، وقد ضاق ذرعا بالأضابير الرسمية.
2/ رمى هـ.ي أو المحامي من دوسلدورف البالغ 47 عاما، يتهمه من أبشع التهم،فلعل رجل القانون قد دبر اختطاف المليونير، وطالب مبتزا أسرته بسبعةملايين مارك.
3/ جرح رجل بالمعاش بالغ من العمر 79 عاما في مساء الثلاثاء من سيارة جرحامميتا، وخلال النهار عثر على المركبة المتلفة وثلاثة من ركابها.
4/ بطريقة غير مألوفة أراد من بفورتسايم عمره 43 عاما أن ينتحر في مساءالثلاثاء وكما أخبرت الشرطة كان العامل الفني قد احضر من مسكنه إلى حجزاضطراري بعد مشاحنات.
توضح النصوص أو القطع النصية أن صاحب الإحالة المتعين من خلال الاسم (فيالأمثلة 1-2-3) صاحب الإحالة شخص، وفي المثال 03 صاحب الإحالة شيء يمكن أنيعاد، فالواضح من خلال تكرير الاسم ذاته (رجل في المثالين النصين 1 و4) أومن خلال اسم أو عدة أسماء أخرى أو ضمائم اسمية (رجل القانون في المثال02)، والمركبة في المثال 03، وكذلك التكرار من خلال ضمير شخصي محدد (ضميرالغائب هو في المثال 01).
وفي الأمثلة النصية (1-3-4) يتضح ورود صاحب الإحالة للمرة الأولى بإدخال اسم أو ضميمة اسمية علامتها نكرة (رجل).
فالتكرار عند برينكز له دلالات، ووروده ليس عشوائيا حيث يقول: ((فإنه لايفترض أن اختار الكلمات المتكررة يكون كيفما اتفق عشوائيا)) (86)،والإعادة الصحيحة عند برينكز هي نفسها "التكرار"، سواء من خلال أسماء أوإعادة من خلال الضمائر، إذ يصرح بقوله: "وحين نغض النظر هاهنا عن الإعادةغير الإشكالية من خلال الكلمة، ما يسمى "التكرار"، فإنه يفرق بين حالتينعلى الأقل.
- إعادة من خلال أسماء أخرى.
- إعادة من خلال الضمائر"
كما قدم برينكز مخططا يبين فيه "بنية الإعادة الاسمية"، وذلك باعتبارهابنية الربط النحوية للنص، حيث مثل له بتعليق الصحفي الآتي "حكم شجاع".
1- نطقت قاضية في محكمة ابتدائية في ميتمان بحكم شجاع، 2- فقد رفضت شكوىطالب ثانوي عمره 18 سنة، كان قد رحل عن منزله، وطالب والديه بمائتي ماركشهريا نفقة له، 3- واشتكى الشاب بأن والديه لم يوضحا له (علة) عدممناقشتهم معه حول الشيوعية، وأعلما صديقيه بحرمة البيت، 4- وبرغم ذلك، كمارأت القاضية يمكن أن يرتضى للشاب أن يضل ساكنا في بيت والديه، ويلقىتسامحًا، 5- سيُحدث الحكم لدى أُسر كثير مناقشات حامية، 6- وهذا أمر حسن،7- فبعض البنات والبنين لا يرون بشكل واضح في قانون بلوغ سن الرشد الساريمنذ مطلع العام الماضي إلا حقوقهم، 8- فذلك القانون يعترف لهم بأن يتزوجوافي سن الثامنة عشرة ضد رغبة والديهم أو يتركوا المدرسة أو يبرموا تعاقدات،9- بيد أن المزيد من الحقوق يعني أيضا المزيد من الواجبات والمزيد منالمسؤولية، 10- كتبت القاضية في "ماتيمان" للشاب الراشد في سرية أنالتقنين الجديد ليس رخصة انطلاق في حياة بلا قانون 11- فما زال يجب أنيراعي الوالدين والأخوة، 12- إن التقنين الجديد الخاص ببلوغ سن الرشدتحدٍّ للجيلين، 13- من المؤكد أن بعض أولياء الأمور أيضا يجب أنيُعَلَّمُوا ألا يعاملوا الآن أبنائهم وبناتهم البالغين معاملة الأطفال،14- ولكن يجب أن يتوقع أيضا من الشباب الذي نضجوا في وقت مبكر جسدياوعقليا أن يكونوا كما كانت الحال فيما مضى على وعي بالمسؤولية ومراعينلغيرهم.
فالإعادة (التكرار) عند "برينكز" تعتبر مبدأ أساسا في علم لغة النّص، كونهيمثل مظهرا من مظاهر التماسك النَّصي ناهيك أنَّه مهم في تكوين النّص.
فالنص عند "برينكز" هو تتابعات جملية متماسكة، كما لابد أن تنظر إلىالجملة على أنها أهم وَحْدة في بناء النّص، ومُفاد هذا التماسك وظيفةالتواصل(87)
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنطلق الذي انطلق منه "برينكز" في بناء النّص،واعتبار "الإعادة" أو التكرار وسيلة من وسائل التماسك النّصي الذي ينطلقمن تتابع الجمل ونظمها، يتناسب والتكرار "الجراماتيكي" الذي "هو عبارة عنتكرار لنظم الجمل بكيفية واحدة، أي تكرار للطريقة التي تبنى بها الجملة،مع اختلاف الوحدات المعجمية التي تتألف منها الجمل".
فالتكرار ليس عشوائيا يوضع كيفما وُضع، وإنما يخضع لنظم الجمل وما هو سابقله من الوَحْدات والجمل، فهي تُبْنى بشكل متوازٍ في الشعر أساسا، وفيالنثر وَفْق هذا المفهوم "وإذا حاولنا الربط بين مفهوم التكرارالجراماتيكي ومفهوم التوازي فإنَّ تكرار نظم الجمل يعد نَّوعا من التوازيفي هذا المستوى".
فالتكرار مرتبط بالكلام الأول، وإذا ما كررت هذه الجمل زادت المتلقي جذبا وتأملا وإحساسا بمعنى الترابط النَّصي
.



عدل سابقا من قبل سكينة بنحليمة في الأربعاء نوفمبر 03, 2010 3:35 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الرسامة الصغيرة

الرسامة الصغيرة


انثى
عدد المساهمات : 128
نقاط : 184
تاريخ التسجيل : 23/09/2010
العمل : طالبة
المزاج المزاج : متفائلة

التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين    التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 03, 2010 3:31 pm

الخاتمة :
مما يمكنأن نتوصل إليه من خلال هذا البحث ،الذي انبسطت أفكاره على بعض الجوانبالخاصة بالتكرار من الجانب النحوي والبلاغي ولسانيات النص ، هي بعضالنتائج أحصرها فيما يلي :
أ‌- عناية النحاة والبلاغيين بظاهرة التكرار ؛ كونه وسيلة من وسائل تحسيناللفظ ، ووسيلة لتوكيد المعنى ،وهذا من خلال أنواعه : اللفظي منه والمعنوي.
ب‌- التكرار وسيلة من وسائل التماسك النصي ، فهو يقوم بدور إحالي إلى سابق من خلال اللفظ والمعنى .
ج- التكرار يأخذ كم من صورة ونمط كالترادف والترديد وسبه الترادف.
د- وجود ترابط بين البلاغة العربية ولسانيات النص من حيث توسيع دلالةالتكرار ؛ وذلك كون لسانيات النص تهتم بالملفوظ حال السياق، وهو أمر طرقهعلماؤنا النحارير في دراساتهم البلاغية كابن الأثير مثلا ، لما قسمالتكرار لمفيد وغير مفيد من خلال وروده في السياق .
ﻫ- يعتبر التكرار الذي انطلق منه علماؤنا القدامى رصيدا ثمينا قد يكون أساسا قويا في خدمة الدراسات اللغوية الحديثة .
و- عولج التكرار من لدن البلاغيين من منظور بلاغي صرف ، ومن ثم كانالتركيز على القرآن الكريم من حيث إعجازه البلاغي كالخطابي والجرجاني .
ز- التكرار عند علماء لسانيات النص شمل النصوص بمختلف أنواعها ، كما أنهذه الظاهرة كانت على مستوى الجملة والفقرة والنص بتمامه ، بينما ركزتالبلاغة العربية على الجملة أو البيت .
ح- ومما يمكن الإقرار به أن علماء البلاغة قد قدموا لنا مباحث في غايةالدقة و الإتقان، كونها متعلقة بالكتاب المقدس وهو القرآن الكريم .
الإحالات :

2- القاضي الجرجاني ، التعريفات ، ت: نصر الدين تونسي ، شركة القدس للتصوير ، القاهرة ، ط1، 2007، ص113..
3 - جلال الدين السيوطي، الإتقان في علوم القرآن ، ت ،محمد أبو الفضلإبراهيم ، المكتبة العصرية ، بيروت ، لبنان ، د/ ط ، 1988، ج3 ، ص 199.
4- أحمد مطلوب، معجم النقد العربي القديم ، دار الشؤون الثقافية ، بغداد ، ط1 ، 1989، ج1، ص730.
5- العلوي ، الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، د/ ط ، د/ ت، ج2 ، ص 176.



9- ابن قتيبة ، تأويل مشكل القرآن ، ت، أحمد صقر ، دار التراث ، القاهرة ، ط2 ،1983، ص ص 232 -234.
10- محمد قطب ، دراسات قرآنية ، دار الشروق ، ط8، 1982، ص253 .
11- ريتشارد ، مبادئ النقد الأبي ، ترجمة : مصطفى بدوي ، ص188 .
12- العلوي ، المرجع السابق ، ص 182.
13- مصطفى صادق الرافعي ، المرجع السابق، ص245.
14- أبو البقاء العكبري ، علل البناء والإعراب ، ت: غازي مختار طليات ، دار الفكر، دمشق، ط1، 1995، ج1، ص 394.
15- إبراهيم خليل ، في اللسانيات ونحو النص ، دار المسيرة، عمان، الأردن، ط1، 2007، ص ص 231-232.
16- عبد القاهر الجرجاني ، دلائل الإعجاز ، ت: محمود محمد شاكر ، دار المدني، القاهرة، ط3، 1992، ص 08
17- إبراهيم بركات ، المرجع السابق ، ص 95..
18- القاضي الجرجاني ، المرجع السابق ، ص 89.
19- أبو البركات الأنباري ، أسرار العربية ، ت: فخر صالح قداوة ، دار الجيل، بيروت، ط1، 1995، ص 253.
20- لابن عقيل ، شرح ابن عقيل على ألفية بن مالك ، ج3، ص 180-181.
21- إبراهيم بركات إبراهيم ، المرجع السابق، ص 100.
22- لم ينسب إلى قائل، وقد احتج به "ابن جني" في كتابه الخصائص من باب:الاحتياط. ينظر: ابن جني ، الخصائص ، ت: محمد علي النجار، عالم الكتببيروت، لبنان، د/ت، ج3، ص 103.




28 - محمد حماسة عبد اللطيف ، بناء الجملة العربي ، دار غريب ، القاهرة ، د/ط، 2003، ص 183.
29- المرجع نفسه ، ص 184.
30- سيبويه ، الكتاب ، ت: عبد السلام هارون ، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3، 1988، ج11، ص 125.
31- محمد الشاوش ، أصول تحليل الخطاب في النظرية النحوية العربية ، المؤسسة العربية، تونس، ط1، 2001، ج2، ص 755.
32- عبد القاهر الجرجاني ، المرجع السابق، ص 230
33- المرجع نفسه ، ص 230.
34- محمد الشاوش ، المرجع السابق، ص 262.
35- المرجع نفسه، ص 754.
36- ابن جني ، الخصائص ، ت: محمد علي النجار ، المكتبة العلمية ، بيروت ، لبنان ، د/ط،د/ت ، ج2، ص ص450-451.
37- ابن هشام ، مغنى اللبيب عن كتب الأعاريب ، ت: مازن المبارك، محمد على حمد الله ، دار الفكر، د/ط، 1961، ج1، ص 168.
38- محمد عبد اللطيف حماسة ، المرجع السابق ، ص 187.
39- المرجع نفسه ، ص 187.
40- الخطيب القرويني ، الإيضاح في علوم البلاغة ، ت: عماد بيوني زغلول ، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، لبنان، د/ط، ص 15 .
41- ابن رشيق ، العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ، ت: محمد محي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت، لبنان، ط5، 1981، ج1، ص 265.
42- السجلماسي ، المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع ، ت: علال الغازي ، مكتبة المعارف، الرباط، ط1، 1980، ص 476.
43- ابن رشيق ، المرجع السابق، ص 73.
44- المرجع نفسه ، ص 74.
45- ابن الرشيق ، المرجع السابق، ص 63.
46- المرجع نفسه ، ص75.
47- جميل عبد الحميد ، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، د/ط، 1990، ص 88.
48- ابن الأثير ، جوهر الكنز تلخيص كنز البراعة في أدوات ذوي البراعة ،محمد زغلول سلام ، منشاة المعارف الإسكندرية، د/ط، 2009، ص 257.
49- المرجع نفسه ، ص 257.
50- ابن الأثير ، المرجع السابق ، ص 257.
51- ابن الأثير ، المرجع نفسه ، ص 258.
52- المرجع نفسه ، ص 259.
53- ابن الأثير، المرجع السابق، ص 27-28.
54- ابن الأثير ، المرجع السابق ، ص ص (25-27).
55- إعجاز القرآن ، الخطابي ، ت: محمد خلفه ومحمد زغلول السلام ، دار المعارف مصر، ط3، د/ت، ص 52.
56- السجلماسي، المرجع السابق ، ص 18.
57- السجلماسي ، المرجع السابق ،ص 477- 478.
58- ابن الأثير ، المرجع السابق ،ص ص 16-17.
59- ابن منظور ، لسان العرب ، مادة ( نص) ، ص4441.
60- فاضل تأمر ، النص بوصفه إشكالية راهنة في النقد الحديث ، مجلة الأقلام، عدد 3-4، سنة 1992، ص 16-17.
61- محمد الأخضر الصبي حي ، مدخل إلى علم النص ومجالات تطبيقه ، دار العربية للعلوم، بيروت، لبنان، ط1، 2008، ص 18
62- محمد مفتاح ، تحليل الخطاب الشعري (إستراتيجية التناصب) ، دار التنوير، بيروت، لبنان، ط1، 1985، ص 120.
63- المرجع نفسه ، ص 120.
64- رولان بإرث ، نظرية النص ، تر: محمد خيري ألبقاعي ، مجلة العرب والفكر العالمي، عدد 03، 1988، ص 89.
65- إبراهيم خليل ، في اللسانيات ونحو النص ، دار المسيرة ، عمان الأردن، ط1، 2007، ص 195.
66- محمد خطابي ، لسانيات النص (مدخل إلى انسجام النَّص)، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، ط2، 2006، ص 34.
67- أحمد مداس ، لسانيات النص (نحو منهج لتحليل الخطاب الشعري) ، عالم الكتب الحديث، إربد، الأردن، ط1، 2007، ص 03.
68- محمد الأخضر الصبيحي ، المرجع السابق ، ص 88.
69- كلاوس برينكر ، التحليل اللغوي للنص (مدخل إلى المفاهيم الأساسيةوالمناهج) ، ت: سعيد حسن بحيري مؤسسة المختار، القاهرة، ط1،ص29
70- جميل عبد المجيد ، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، د/ط، 1990، ص 71.
71- صبحي إبراهيم الفقي ، علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ، القاهرة، د/ط، 2000، ج1، ص 37.
72- محمد الأخضر الصبيحي ، المرجع السابق ، ص 88.
73- محمد خطابي ، المرجع السابق، ص 237.
74- أحمد عفيفي ، نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي ، مكتبة زهراء الشرق، القاهرة ، ط1، 2001، ص 106.
75- المرجع نفسه، ص 106.
76- محمد خطابي ، المرجع السابق، ص 237.
77- جميل عبد المجيد ، المرجع السابق، ص 80.
78- أحمد عفيفي ، المرجع السابق، ص106
79- أحمد عفيفي، المرجع السابق، ص 109.
80- أحمد عفيفي، المرجع السابق 110.
81- المرجع نفسه ، ص 111.
82- أحمد مداس ، المرجع السابق، ص 221.
83- المرجع نفسه، ص 227.
84- الفخر الرازي ، التفسير الكبير ، دار الفكر، لبنان، ط1، 1981، ج3، ص55.
85- كلاوس برينكر ، المرجع السابق ، ص 38.
86- المرجع نفسه ، ص 42.
87- المرجع نفسه ، ص 27.

من اعداد فاتح مرزوق في 10/06/2010 1

منــــــــقول

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن بنعباس
المدير
حسن بنعباس


ذكر
عدد المساهمات : 257
نقاط : 498
تاريخ التسجيل : 22/09/2010
الموقع : hassan.3oloum.com
العمل : طالب
المزاج المزاج : ساعة وساعة

التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين    التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 04, 2010 3:31 pm

بارك الله فيك اختي على الموضوع الجليل . وقد احسن الامام علي رضي الله عنه عندما وصف القرآن بقوله : "لا تنقضي عجائبه " وفعلا لا تنقضي عجائبه . وهنا دعوة الى الاخت ان يكون موضوع بحثك في الاجازة يتعلق بالقرآن الكريم حتى تقدمي خدمة للمسلمين وغيرهم .


عدل سابقا من قبل حسن بنعباس في الخميس نوفمبر 04, 2010 5:09 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassan.3oloum.com
الرسامة الصغيرة

الرسامة الصغيرة


انثى
عدد المساهمات : 128
نقاط : 184
تاريخ التسجيل : 23/09/2010
العمل : طالبة
المزاج المزاج : متفائلة

التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين    التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 04, 2010 4:56 pm

هههههههه غابت عنا اشيــــــــــــاء واشيــــــــــــــاء يا حسن بشوية بشوية عليا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المعرفة




ذكر
عدد المساهمات : 7
نقاط : 7
تاريخ التسجيل : 31/10/2010
الموقع : المدينة
العمل : باحث
المزاج المزاج : رائق

التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين    التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 06, 2010 4:10 am

موضوع جيد ومفيد
أسأل الله تعالى أن يبارك في كاتبته، وأن ينفع بها الإسلام والمسلمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الرسامة الصغيرة

الرسامة الصغيرة


انثى
عدد المساهمات : 128
نقاط : 184
تاريخ التسجيل : 23/09/2010
العمل : طالبة
المزاج المزاج : متفائلة

التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين    التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين  I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 06, 2010 12:17 pm

آميــــــن جزاك الله خيرا اخي ومرحبا بك في منتدانا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التكرار في القرآن بين القدماء والمحدثيين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شمس العلوم  :: المنتديآت الأدبية :: قسم البلاغة-
انتقل الى: